نحن لا نهزم بل نعطي فرصة لغيرنا ليشعر بما نشعر به دائماً"

جنون الأفكار .. !

أجزم أنك ذات مرة تذكرت شخصاً تعرفه وسألت عنه من حولك وفجأة ظهر لك وأقبل عليك مسلماً فقلت بالمثل العامي:

ـ "ما تذكر الذيب .. إلا وهو قريب" ..!

ويقيناً أنك عزمت مرة على الاتصال بصديق فرنّ جوالك وإذا هو .. هو المتصل عليك بنفسه.. !

وأحياناً تتجاذب الحديث مع أنيسك في السمر فتهمّ بلفظ كلمة .. فتجده سبقك بها فتقول له:

ـ كانت في فمي .. ! يعني كنت أوشك على قولها !

شخصياً ما أكثر ما تتكرر هذه المواقف بحياتي .. وقد أفكر في موضوع معين أثناء مشاهدتني للتلفزيون فأصادف برنامجاً يعرض أمامي نفس الموضوع الذي كنت أفكر فيه قبل قليل ..

مرة كنت وصديقي نرتب المكتب .. الطاولات والكراسي .. والدولاليب .. وكلما وضعناها بطريقة ظهرت لنا غير ملائمة .. فنقوم ونعيد ترتيبها من جديد ..وهكذا دون فائدة .. حتى أصابنا الإعياء .. فتركته وذهبت للنوم !

اليوم الثاني جئت قبله .. وبمجرد دخولي لألقي نظرة عامة للمكان عسى أن تستجد لي فكرة أخرى .. قفزت مباشرة لي فكرة ترتيب مناسبة جداَ .. فقمت وفي خلال دقائق كان المكتب في وضعيته المناسبة .. ولما دخل صديقي نظر لي باندهاش وقال: والله خرجت البارحة بعدما قررت أن أضعها بنفس التريب ..

قلت له ممازحاً:

ـ الظاهر أنك تركت الفكرة هنا .. ولما جيت أنا طلعت لي ! :34 لاحظ معي الرد .. يعطي حقيقة أن هناك إشارات خفية تمارسها عقولنا فيما بينها .. وأن هناك توارد خطير !

***

هذه العملية ليست بمحض الصدفة أو العفوية ولكنها تسمى:

( التخاطر )

وتفسر على أن العقل حينما يفكر في شخص آخر فإنه يطلق ذبذبات ( Emetter ) .. فتصل إلى الشخص الآخر فيستقبلها ( Receptor ) .. فيمر بخاطره هذا الشخص في نفس اللحظة !

ألم تتذكر شخصاً ذات مرة .. ولا تدري ما الذي جعلك تفكر فيه ..؟ .. أكيد !

طبعاً هذا التفسير لا زال نظرية غير مثبتة علمياً .. لكن الواقع .. والأحلام .. والقصص الحية .. والشواهد من التاريخ تثبتها لنا ..

***

يقوى التخاطر كلما كانت العلاقة وطيدة بين اثنين .. فمثلاً التواءم أكثر اثنين تتوافق أفكارهم .. وحينما يصيب أحدهم مكروه يتأثر الآخر ..

***

المحبين هما أكثر اثنين تتوارد بخواطرهم خيالات بعض .. ويلوح طيف بعضهم كلما ذكره الحبيب الآخر ! ( ما أبغى أتوسع هنا )

***

قلب الأم .. وإحساسها بالخطر المحدق الذي يتعرض له ابنها مثلاً وفلذة كبدها دونما تدري .. لكنها تقول: قلبي يقول لي أن ابني صار له شيء .. ويطلع نفس الإحساس والأفكار .. والحدث !

***

الأعجب من هذا وربما أحدكم حصلته له أو لمن يعرف هو:

( تخاطر الأموات )

تخاطر الأموات في الغالب يكون عبر الأحلام .. ولكن ما مدى اندهاشك لو عرفت أن القصة التالية حقيقة فعلاً:

أحدهم وكان محباً لأمه من شغاف قلبه .. ولما ماتت كان لا تمر به ليلة إلا ويرى طيفها في أحلامه .. وذات مرة راحت عليه نومة وتأخر عن الدوام ولم يستفيق .. فرن هاتفه ولما رد على المتصل إذا بصوت أمه يقول:

ـ فلان .. يا وليدي بعدك نايم ؟ ..
تسمّر في مكانه .. وجمدت يده .. وسقطت سماعة الهاتف .. وظل برهة في حالة ذهول .. ولما استجمع قواه رفع السماعة .. إلا أن المكالمة قد انقطعت !

ما تفسير مثل هذه المواقف .. يقول هذ:

ـ والله إن الصوت صوت أمي .. ونادتني باسمي !

***

للمعلومية .. المخترع توماس أديسون كان يحلم باختراع هاتف يربط الأموات بالأحياء .. وبعد موته حمل البعض هذه الفكرة محاولين تنفيذها .. وللآن لا توجد نتيجة .. ولكني شاهدت أفلاماً أمريكية مستوحاة حبكتها الدرامية على نفس الفكرة..

وهناك طموح لمراكز الفضاء أنه إن وجدت مخلوقات في عوالم أخرى فستكون وسيلة التواصل معهم هي: التخاطر ( لا تقولوا أثرت عليه أفلام الخيال العلمي ... !! )

***

الخلاصة .. حتى لا أطيل .. ولو أن لدي الكثير من الحكايات الحقيقة التي تؤيد فكرة التخاطر .. إلا أني أريد منكم قصص ومواقف حصلت لكم ! .. لكن لابد تعروفون أن للتخاطر طرق تطبيقية .. وتدريبات ترسل من خلالها رسائل عبر العقل ( الدماغ ) .. فتصل ذلك الشخص الذي فكرت فيه ..

بمعنى أنك وفي ذات اللحظة التي تذكر فيها شخصاً ما .. هو أيضاً يتذكرك !

ومهما بدا لكم كلامي غير منطقياً .. لكنكم ستعترفون بمنطقية قصة
سارية الجبلنحن لا نهزم بل نعطي فرصة لغيرنا ليشعر بما نشعر به دائماً"

أنا أؤمن بالتخاطر لانه فعلا شيء حقيقي
والكلام عنه هنا كلام منطقي
تسلم يالطيب ع الطرح المميز

» لا تعطي فرصة للآخرين لإيذائك!