من الإنسان الجاهل ..؟؟
إنه إنسان لا تسعفه معلوماته على اكتشاف القصور عنده ، أو بمعنى آخر هو الإنسان الذي لا يدرك أنه جاهل في معلومات
معينة ، و كلما زادت حصيلة المعلومات التي يختزنهاالفرد زاد إدراكه أو معرفته بجهله في علم ، أو أمر من الأمور أو جميعها .
الجهل صفة تلازم كلا منا في أمرها ، إذ لا يوجد أنسان يمتلك المعرفة في كل العلوم و أمور الدنيا ، فإذا برع إنسان في
جانب و نبغ ، كان عاديا في جانب آخر أو في علم آخر ، و محدود في جانب ثالث ، و بسيط في الرابع ، وقد يكون جاهلا في
الأمر الخامس .
الإنسان الناجح هو الذي يحاول الإلمام وزيادة معرفته في الأمور التي لا يعرفها ، و هو أيضا إذا أدلى بمعلوماته البسيطة اعترف
بمحدوديتها و بساطتها ، و على العكس إذا تكلم ضمن المعلومات التي ينبغ فيها أسهب و أفاد .
و لكن كيف يصل الإنسان إلى الثقافة ..؟؟
ثقافة الفرد مند البداية هي مسؤولية المجتمع ككل ، بما يشمل ذلك الأسرة و البيئة التي ينشأ فيها ، و المناخ المهيأ له ، و لكل
ما يتلقاه في مدرسته ، و لكل ما يقدم إليه من وسائل الإعلام المسموعة و المقروءة و المرئية . و عندما يبلغ الإنسان سن الإدراك
و الوعي ، تصبح مهمة تطور ثقافته مسؤوليته الشخصية ، لأن الجاهل عدو نفسه ، و الثقافة ليست شهادة أكاديمية فقط ، بل
إطلاع مثمر و مستمر على جميع شؤون الحياة ، و الثقافة هي الهوية أو المرآة التي تميز شخصا عن آخر ، و هي التي تحدد
نوع سلوكه و تعاملاته ، و هي غاية كل جاهل .
فإذا كنت لا تعلم عن بعض الأمور شيئا فهذا ليس عيبا ، و لكن العيب هو أن لا تعترف بذلك و تحاول تفاديه ، أو أن تهمله حتى
تزداد جهلا على جهل .
فلابد من اكتشاف القصور عندنا حتى نحاول أن نسده قبل أن يقضي جهلنا على باقي معرفتنا .
منقول