تقلبات المزاج

بسم الله. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:

المزاج هو الحالة النفسية التي يعيشها الشخص، وتؤثر على طريقة وكيفية تعامله مع ما حوله.
فعندما يكون المزاج "رايق" تجد صاحبه مبتسما ومستعدا للتفاعل مع ما حوله ومع من حوله بإيجابيه.
وعندما يكون المزاج "معكّر" ، فقد تغيب الابتسامة عن محيا صاحبه وتحل العصبية محلها.

من الدارج بين الناس أن يقول لك أحدهم : تراني ماني فايق، أو ماني رايق.
وهذا كنايه عن عدم استعداده للتجاوب والتفاعل مع ما يطرحه من هو أمامه.

لن نبحر في تحليل أصناف وتبعات المزاج، بحالتيه الرايقه والمعكره، لأن هذا مجال نفسي واسع،
لا يجيد الخوض فيه بمهاره إلا المختصون البارعون في علم النفس. ما يهم هنا
هو أن نتساءل عن مدى كون العلاقات والتصرفات مرهونة بتقلبات أمزجة الناس.

تجد أحدهم يطالب زوجته بعدم ذكر مشاكل الأبناء أمامه، بحجة أن مزاجه "ما هو رايق". وعليه،
فإن ذلك يؤدي إلى عدم التعامل مع القضايا ذات العلاقة في حينها، بانتظار روقان مزاج رب العائلة.

البعض يبني علاقاته مع الناس على مزاجه. فتارة هو صديق لفلان ، وتارة يركن تلك الصداقة
أو يقلبها وفقا لمستجدات مزاجه. وكثيرا ما نسمع عن حالات ذهبت الأمزجة فيها بأرباب أسر
إلى تطليق زوجاتهم وتشتيت أبنائهم ، بسبب أنه لم يعد لدى كل منهم مزاج في استمرار تلك العلاقة.

هنا نتساءل: مادام أن المزاج هو المتحكم في الأمر، فمن يضمن للمعلمة التي تعطي راتبها لزوجها
على مدى العمر أن مزاجه لن يتبدل ثم يرميها بعد العمر الطويل؟ من يضمن لمن يسدي إلى
أحد معروفا بمساعدته حتى يبني نفسه أن مزاج هذا الأحد لن يتبدل ليقابل الإحسان بالإساءة؟
من يضمن للموظف المجتهد أن يكون مزاج مديره "رايق" عندما يعد تقرير الأداء الخاص به؟ .... الخ

من فضل الله ورحمته أن الشريعة الإسلامية السمحة أتت لتلجم تحكم الأمزجة والأهواء
في العبادات والحدود على وجه الخصوص. فالمزاج لا يمكن أن ينقص مقدار الزكاة عما
أتت به شريعة الله تعالى. والمزاج لا يتحكم في حدود السرقة والقذف وغيرها، إلا لدى
من أختار غير شرع الله: ولنا عبره في إخبار الحبيب صلى الله عليه وسلم أن فاطمة بنت محمد ،
لو سرقت لقطع يدها. ومع هذا فإن المزاج يبقى متحكما في الكثير من التعاملات، مما يوجد الكثير
من التناقضات بين تعاملات البشر تجاه بعضهم البعض وعبر الزمن.


مما راااق لي

يسلمو وتقبلي مروري

فديت اللي مروااا

تسلمين على المرور الحلوو